تقرير أسبوعى يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
ما هو دور المخابرات ؟
قام "عمر سليمان" بتوصيل رسالة من الرئيس (مبارك) إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقد ذكرت الأخبار المشاهد التالية:-
1- أن وزير الخارجية السعودى ومسئول من المراسم الملكية استقبلا سليمان فى مطار بقاعدة جوية قرب "الرياض" .
2- شارك فى الاجتماع إلى جانب الملك كل من وزير خارجيته ومدير المخابرات (الأمير مقرن).
3- ولدى مغادرة سليمان سار معه مدير المخابرات (مقرن) ومسئول من إدارة المراسم الملكية.
مصر وحزب الله
أعلنت مصر وبشكل مفاجئ عن قيام حزب الله (لبنان) بتكوين خلايا تنظيمية لإحداث فوضى داخل البلاد أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة، وبغض النظر عن تعدد جنسيات المهتمين تريد مصر أن تجعل الخلاف مع حزب الله باعتباره المخطط لهذه العمليات، بالإضافة إلى اتهام إيران الداعمة الرئيسية للحزب ولم تذكر سوريا التى تدعمه أيضاً.
وبغض النظر عن الجدل حول الرواية المصرية للأحداث، يمكن إثارة تساؤل عن مدى ملائمة الخطاب السياسى المصرى للتطورات الإقليمية والدولية.
يمكن القول من حيث المبدأ أن الخطاب المصرى يتجاهل أو لا يدرك مؤشرات على تغير المواقف الدولية تجاه بعض المشكلات، ويرجع ذلك إلى حالة الجمود أو التفكك فى النظام المصرى، فالسياسة الأمريكية أصبحت تقبل الجدل والحوار مع إيران، وتحدث "أوباما" بشكل واضح عن "شعب الجمهورية الإسلامية" فيما مصر تتحدث عن إيران الدولة والعدو التى تسعى لتقويض أمن مصر.
كما بدأت الولايات المتحدة فى مراجعة العلاقات مع سوريا وهى تعيد النظر فى قانون محاسبتها، وهناك أخبار عن فك الحظر عن التعام مع المصارف السورية والتبادل التجاري.
المشكلة هى أن السياسة المصرية بعيدة النظر ترى الأخطار البعيدة وتتجاهل التهديدات القريبة، فمع شدة الانتقاد للسياسة الإيرانية وحزب الله، لم تعلق مصر على إطلاق "إسرائيل" صاروخ أرو بعيد المدى، ربما لأنه مخصص للمفاعلات النووية الإيرانية.
سياسة مصر تجاه امريكا
ترجع أهمية خطاب أوباما فى تركيا، ليس فقط فى تطوير الشراكة الأمريكية ـ التركية، زلكن في التراجع الملحوظ فى تصريحات المسئولين الأمريكيين عن العلاقات الأمريكية مع الدول العربية لمدة أربعة أيام بعد الخطاب، وبهذا المعنى يمكن القول، أن السياسة الخارجية الأمريكية سوف تسعى لإحداث تغيير واسع فى الأوضاع الإقليمية.
وهنا يبرز السؤال، ما هى طبيعة الدور المصرى فى ظل الأوضاع الجديدة ؟ هنا يمكن القول أن السياسة الخارجية المصرية خلال العامين الماضيين ركزت بشكل أساسى على الاستحواذ على الملف الفلسطينى كقضية مركزية فى سياستها الخارجية، فيما يتراجع الاهتمام بالعلاقات مع الدول العربية.
السياسة الخارجية المصرية أهملت أو تجاهلت حقيقة أن الملف الفلسطينى هو ملف متعدد الأبعاد وتشارك فى صياغته الدول العربية والإسلامية والقوى الكبرى، وأنه ليس من التصرف الرشيد احتكار الحوار الفلسطينيى فيما تتوتر علاقة مصر مع سوريا التى تستضيف الكتلة الرئيسية من الحركات الفلسطينية.
وبالتالى فإن سعى مصر للاستحواذ على الملف الفلسطينى واحتكاره هو سياسة غير رشيدة وسبباً رئيسياً فى نزيف مكانة مصر الإقليمية.
المشكلة الأخرى تتمثل فى غياب رؤية للسياسة الخارجية، فمن خلال بعض المؤشرات، يمكن القول أن تأثير مصر يتضاءل مع مرور الزمن، وهنا يمكن الإشارة إلى مؤشر مكان تعلم قادة الفصائل الفلسطينية وخاصة الأسرى فى السجون الإسرائيلية، فإنه لدى فحص سيرتهم الذاتية، يتضح أنه لا يوجد من بينهم من تلقى دراسته الجامعية فى مصر، وهذا ما يفقد مصر تأثيرها الأدبى على القادة الحقيقيين للحركة الوطنية الفلسطينية، ولذلك فإنه من المتوقع حدوث تحول للفصائل الفلسطينية نحو المشرق العربى، يعتبر ذلك تحدياً للسياسة الخارجية المصرية.
ثانيا: الشأن الإقليمي
إخوان سوريا
انسحبت جماعة الإخوان (فرع سوريا) من جبهة الخلاص الوطنى المعارضة لنظام الحكم السورى من المنفى، وقد عزت الجماعة هذا الانسحاب إلى تطورات العدوان على غزة وتداعياته الإقليمية والدولية.
الاتجاه العام لدى الإخوان السوريين ينحو إلى إعادة النظر فى الموقف من النظام السورى، وخاصة بعد مساندته لحركة حماس ودعمها فى مواجهة الضغوط الدولية والإقليمية، ويضاف إلى ذلك طول فترة وجود قسم كبير من إخوان سوريا بالخارج.
إن تفهم إخوان سوريا للتغيرات الدولية كان إيجابياً، غير أن المسألة الأكثر أهمية هنا، هى أن جميع حركات المعارضة من المنفى ظلت رهينة للدول المضيفة وتتصرف وفق أجندة تلك الدول ومصالحها، وهذا ما أفقدها الاستقلال وضعف التأثير فى نظم الحكم، وغالبية هذه الحركات استمر يعارض من المنفى دون جدوى.
ثالثا: الشأن الدولي
أمريكا ومصر
لدى استعراض الموقع الإلكترونى لوزارة الخارجية الأمريكية وخاصة فى صفحة العلاقات الأمريكية – العربية منذ بداية مارس 2009 نشاهد الموضوعات التالية:-
1- أمريكا تساعد السعودية فى تطوير الطاقة النووية للاستخدامات السلمية.
2- أمريكا تساعد الإمارات فى تطوير الطاقة النووية للاستخدامات السلمية.
3- وتعقد أربعة اتفاقات تجارية مع البحرين، بالإضافة إلى التفاوض حول منطقة التجارة الحرة.
ولم تظهر أخبار تتعلق بمصر على هذه الصفحة، ولكن من خلال استعراض العلاقات بين البلدين خلال الفترة ذاتها، يتضح أنه على المستوى الرسمى تم تناول قضيتين؛
الأولى وتتعلق بأزمة البشير والحوار الفلسطينى ولم تستطع مصر تغيير الموقف الأمريكى.
والثانية وهى تتعلق بالمساعدات الأمريكية، وقد دارت المفاوضات حول هذه الجزئية، ليس فى إطار تحرير المساعدات من ضغوط الكونجرس، ولكن فى وضع ضمانات لحد أدنى من المساعدات المدنية بحث لا تقل عن 350 مليون دولار سنوياً وهى أقل من نصف المساعدات المقررة فى 1979، وفي ظل مراعاة التضخم ومستوى الأسعار تنخفض القيمة الحقيقية للمساعدات انخفاضاً كبيراً.
هذا السياق يمكن اعتباره مؤشراً على سعى أمريكا لإعادة تشكيل الأوضاع الإقليمية، قد يتضح ذلك إذا ما أخذنا فى الاعتبار اعتماد مصر على الخبرة الروسية فى بناء محطات نووية وعدم دخول أمريكا فى هذا المجال أسوة بالسعودية والإمارات.